Quantcast
Channel: MAP News
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1390

قطاع الصحة دائماً على وشك الإنهيار

$
0
0

لازال قطاع غزة يعاني من آثار الهجوم العسكري الإسرائيلي في مايو من العام المنقضي، ويواجه قطاع الصحة في غزة تحديات جسيمة في ظل هذه الآثار وفي ظل موجة رابعة من جائحة كورونا. تحدثت جمعية العون الطبي للفلسطينيين "ماب" مع د. بشار مراد، مدير الخدمات الطبية الطارئة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، حيث شارك مع ماب قراءته للوضع الحرج الذي يواجهه عمّال الصحة. 

يقول د. بشار مراد: "لدينا قدرات دنيا لتلبية مستويات مرتفعة جدا من الطلب على الخدمات الطبية من قِبل سكّان يتعرضون لحالة طوارئ بعد أخرى. في 14 عام فقط تعرضنا لـ15 تصعيد عسكري وأربعة حروب." 

فرضت إسرائيل في ذات الفترة إغلاقاً وحصاراً غير قانونين على قطاع غزة وأحكمت سيطرتها على حياة الفلسطينيين هناك وعلى احتياجاتهم الأساسية، وهو ما يشكل عقاباً جماعياً لمليونين مواطن في غزة. أثّرت سياسة التمييز والتقسيم هذه على صحة الفلسطينيين بشكل جسيم وعلى نحوٍ منع تنمية خدمات الرعاية الصحية. 

يضيف د. بشار بقوله: "ليس لدينا القدرة لتنمية القطاع الصحي لأننا بالكاد نحظى بإستراحة من الإستجابة للحروب والتصعيد. قطاع الصحة هشٌّ جداً وهو دائماً على وشك الإنهيار." 

تواجه غزة، في ظل الحصار المستمر عليها وتراجع تنميتها الاقتصادية، نقصاً مستديماً في الموارد الطبية الرئيسية—مثل الأدوية الأساسية والمعدات الطبية—حيث تظل المستشفيات والعيادات في أزمة دائمة حتى خلال الأوقات "العادية". 

يكمل د. بشار سرد قراءته بقوله: "توقف جهازنا للتصوير بالرنين المغناطيسي عن العمل منذ يونيو 2020م ولم تسمح السلطات الإسرائيلية بإدخال الأجزاء الخاصة بإصلاحه، كما أن جهاز التصوير بالموجات فوق السمعية لا يعمل أيضاً. لدينا حاجة مزيدة للأكسجين بسبب كوفيد-19 وقد اشترينا مولد أكسجين من الضفة الغربية في فبراير من العام الماضي ولكن لا نستطيع إدخاله إلى غزة."  

أعلنت وزراة الصحة الفلسطينية الأسبوع الماضي أن السلطات الإسرائيلية حظرت إدخال أجهزة الأشعة الطبية إلى قطاع غزة بما فيها آلات التصوير بالأشعة السينية وقطع الغيار الخاصة بإصلاح العديد من الأجهزة الطبية المعطّلة أو غير المستخدمة. تعرقل هذه القيود التمييزية إستجابة الفلسطينيين لجائحة كورونا في ظل تفشّي حالات الإصابة بمتحوّر أوميكرون وهو ما يعرض حياة المزيد منهم للخطر. 

إعادة بناء البيوت والحياة 

تتزامن أزمة كورونا في قطاع غزة مع تأخر الجهود الرامية لإعادة إعمارها جرّاء حالة الطوارئ في مايو من العام الماضي، حيث تشير وكالة رويترز إلى أنه تم إعادة بناء 50 بيت فقط من أصل 1,650 قد تم تدميرها خلال الهجمة الإسرائيلية التي استمرت لأحد عشر يوماً على قطاع غزة في مايو، ويعلّق د. بشار على ذلك بقوله: "لم تبدأ عملية إعادة الإعمار؛ تمّ فقط إزالة الأنقاض." 

بالرغم من إنقضاء تسعة أشهر على الهجمة العسكرية إلا أن إعادة إعمار البيوت—بما في ذلك للنازحين داخلياً حتى الآن والبالغ عددهم 10,500—لازالت أولوية. كما تعرض العديد من الفلسطينيين لإصابات غيّرت من حياتهم وتتطلب رعاية وإعادة تأهيل طويلي الأمد بما يجعلهم اليوم أمام مستقبل مضطرب ومصير غير مؤكد. يشير د. بشار إلى ذلك بقوله: "لازلنا نعالج 119 حالة من الناس الذين تعرضوا لإصابات دائمة خلال الهجمة الأخيرة على غزة. كل هجمة جديدة على غزة تتسبب بالإعاقة الدائمة للعديد من الناس وهو ما يزيد من الأعباء الواقعة على القطاع الصحي." 

هذا السياق هو ما يدفع ماب للإستمرار في تقديم خدمات إعادة بناء الأطراف في المستشفيات في غزة، حيث تقدم ماب وشريكتها، جمعية "آيديلز"، الدعم للجرّاحين الفلسطينيين والمعدات للمستشفيات هناك للمساعدة في الحدِّ من الإعاقة الدائمة وتوفير خدمات إعادة التأهيل اللازمة لأجيال من الفلسطينيين تعرضوا للإصابة خلال الحلقات المتكررة من العنف المنهجي. 

سيستمر الأطباء مثل د. بشار في خوض المشقّة لتقديم الرعاية الطبية في قطاع غزة طالما استمرت إسرائيل في فرض الإغلاق غير القانوني على غزة وما لم توقف سياساتها الرامية لتقسيم قطاع الصحة الفلسطيني. يؤكد د. بشار على ذلك بقوله: "يخيّم على عمّال الصحة شعور عام بأننا في نفق حالك الظلمة ودون أن يكون في آخره نور ولن يكون هناك ذاك النور ما لم ينتهِ الحصار والإحتلال." 

يمكنكم الاطلاع على ورقة الموقف التي نشرناها مؤخراً والتي توضح الآثار الجسيمة على صحة الفلسطينيين الناتجة عن المنهجة الإسرائيلية في التمييز ضد الفلسطينيين وفي تقسيمهم. 


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1390

Trending Articles