يواجه قطاع غزة موجة رابعة من جائحة كورونا بعد مرور شهر على تشخيص أول إصابة بمتحوّر أوميكرون، حيث بلغ عدد الإصابات بالمتحوّر1,250 في 26 يناير مقارنةً بـ177 إصابة قبل سبعة أيام فقط. في هذه الغضون تحذّر منظمة الصحة العالمية من أن التفشّي السريع للمتحوّر لم يبلغ ذروته بعد.
يقول محمود شلبي، مدير برامج جمعية العون الطبي للفلسطينيين "ماب" في قطاع غزة، أن "هذا التطور مقلق جداً فعمّال الصحة خائفون من تسبب هذه الموجة الجديدة بإجهاد الخدمات الصحية في غزة". ويتوقع شلبي "أن يؤدي إنخفاض معدلات التطعيم ونقص الموارد البشرية والمعدات إلى إنتشار الفيروس بسرعة كبيرة في معظم أنحاء القطاع وهو الذي يشكل إحدى أكثر بقع العالم اكتظاظاً بالسكّان."
تشير وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن 578,655 شخصاً في قطاع غزة تلقوا على الأقل جرعة تطعيم واحدة، وهو العدد الذي يشكّل ربع السكّان هناك. بلغت نسبة الفلسطينيين غير المطعمين 92% من حالات الإصابة الحالية و95% من وفيات الفيروس، كما أن جميع النساء الحوامل اللاتي فقدن حياتهن خلال هذه الموجة لم يتلقين التطعيم.
هناك جهود كبيرة لزيادة معدلات التطعيم والتي تضم فتح سبع مراكز صحة أولية حتى ساعات المساء لتقديم خدمات التطعيم، وتسعى وزارة الصحة الفلسطينية لزيادة عدد هذه المراكز إلى 19 في المستقبل القريب، كما أن عدداً من المنظمات غير الحكومية قائمة على تقديم التطعيمات ومرافق الفحص اللازمة.
بالرغم من ذلك يُشكّل نقص المعدات والموراد البشرية عائقاً كبيراً أمام فعاليّة هذه الجهود، وهو النقص المتعاقب على الحصار والإغلاق غير القانونين اللذين تفرضهما إسرائيل على قطاع غزة بما يعرقل الجهود الرامية لإدخال الموارد الطبية والتشخيصية التي يحتاجها قطاع غزة ومن ضمنها أجهزة الأشعة والتنفس الاصطناعي ولوازم تشغيل آلات الأشعة السينية ومحطات الأكسجين.
تطالب ماب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإنهاء تقسيمها لقطاع الصحة الفلسطيني؛ بما في ذلك عبر إنهاء حصارها وإغلاقها لقطاع غزة ووقفها الفوري للقيود التي تفرضها على حركة الموارد الطبية من وإلى غزة. يتوجب على إسرائيل ضمان وصول الفلسطينيين في قطاع غزة للتطعيمات الخاصة بفيروس كورونا وذلك على النحو السريع والعادل والشامل المنطوي على دورها كالقوة القائمة بالاحتلال.
تستمر ماب وبالتعاون مع شركائها في قطاع غزة في تقديم اللوازم الطبية الأساسية للمستشفيات بما فيها معدات الوقاية الشخصية والأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لرعاية مصابي فيروس كورونا.
نرجو دعمكم لعمل ماب في خضمّ هذه الموجة الجديدة من فيروس كورونا في قطاع غزة. يمكنكم المساهمة في دعم هذا العمل عبر التبرع هنا.