أدانت 16 مؤسسة إنسانية وتنموية وحقوقية ودينية في المملكة المتحدة القرار الصادم الذي صنفت فيه الحكومة الإسرائيلية ست منظمات مدنية فلسطينية "منظمات إرهابية". كمؤسسات تعمل على دعم حقوق ورفاه الفلسطينيين فإننا نطالب المجتمع الدولي بإعلان رفضه لهذا القرار الهادف لإعاقة عمل هذه المنظمات، كما وندعوه لدعم هذه المنظمات لمواصلة عملها الهام.
في 19 أكتوبر 2021م، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس عن تصنيف ست منظمات مدنية فلسطينية كـ"منظمات إرهابية"، وضمَّ هذا التصنيف بعضاً من أعرق المؤسسات الحقوقية الفلسطينية: مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان—والتي تقدم خدمات قانونية للفلسطينيين الأسرى والمعتقلين في منظومة الحجز العسكري الإسرائيلية؛ ومؤسسة الحق—وهي مؤسسة معتبرة دولياً كانت قد تلقت جائزة الجمهورية الفرنسية لحقوق الإنسان في عام 2018م؛ والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين—وهي منظمة تعمل على حماية وتعزيز حقوق الأطفال الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الإحتلال في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة. تتمتع هذه المنظمات بشراكات متينة وطويلة مع مؤسسات دولية عاملة في المجال الحقوقي والإغاثي مثل منظمة العفو الدولية، وأوكسفام، ومؤسسة الحرب على العوز، ومؤسسة إنقاذ الطفل. يتضمن قرار الحكومة الإسرائيلية تهديداً بإيقاف أنشطة بعض هذه المنظمات بما يشكل اعتداءً على حقوق الإنسان وبما يحرم الأطفال وسواهم من الفلسطينيين من الوصول لخدمات أساسية و كافية.
تلعب المنظمات المستهدفة أدواراً هامّة في المجتمع المدني، ومنها:
تقديم الرعاية الصحية للشرائح الأكثر هشاشة من المجتمع الفلسطيني؛ توفير الدعم القانوني للمحتجزين والمعتقلين في الأرض الفلسطينية المحتلة، بمن فيهم الأطفال؛ إجراء أبحاث مهمة وبرامج محلية تهدف لتعزيز العدالة الجنسانية والحق في الصحة وقضايا أخرى متعلقة بالمجتمع المدني وحقوق الإنسان؛ رصد وتوثيق والإبلاغ عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية والفلسطينية في الأرض الفلسطينية المحتلة.يتبع هذا القرار أعواماً من محاولات متواصلة لنزع الشرعية عن المنظمات المدنية التي تسعى لكشف إنتهاكات حقوق الإنسان؛ فـ"الحق" و"الضمير" مثلاً ينتقدان الإنتهاكات التي ترتكبها كل من الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية. وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، نشير إلى أن القرار الصادر عن المكتب الإسرائيلي الوطني لمكافحة تمويل الإرهاب أدرج أسباباً شديدة الإبهام أو عديمة الصلة كان من ضمنها أنشطة سلمية ومشروعة بالكامل مثل تقديم العون القانوني و"الدعوة" لإجراءات ضد إسرائيل على الساحة الدولية. نحن نعبر عن قلقنا إزاء الأثر الذي سيتركه هذا القرار على الأطفال والفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة.
تلتزم الحكومة البريطانية بدعم المدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم وطالبت الحكومةَ الإسرائيلية بإحترام الحقوق والحريات الأساسية المنوطة بالمدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات ذات الصلة بحيث يستطيعون العمل بحرية في إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة. يجب الآن على الحكومة البريطانية، كما على غيرها من الحكومات، أخذ خطوات عملية للتأكيد على دعمها للمنظمات الفلسطينية الإنسانية والتنموية والمدافعة عن حقوق الإنسان.
تتوفر هنا نسخة من هذا البيان مع الشعارات بصيغة PDF.
القوات الإسرائيلية تقتحم مقر شركاء "ماب" في القدس الشرقية
تعبر جمعية العون الطبي للفلسطينيين "ماب" عن قلقها البالغ إزاء إقتحام القوات الإسرائيلية مقر مركز السرايا لخدمة المجتمع في القدس الشرقية، وهي مؤسسة شريكة للجمعية تعمل على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال.
اقتحمت القوات العسكرية الإسرائيلية بالتعاون مع جهاز الشرطة والمخابرات مقر مركز السرايا في ظهر يوم الأربعاء، 20 أكتوبر، وصادرت المواد المصورة من كاميرات المراقبة، حيث قامت القوات بذلك دون تحذير مسبق أو مبرر قانوني للإقتحام، وهددت طاقم المركز باستخدام العنف حين رفض الطاقم تسليم المواد وأكد على عدم قانونية الاقتحام.
يقدم مركز السرايا خدمات الدعم النفسي والاجتماعي وأنشطة في مجال التمكين وإكساب مهارات الحياة لصغيري السن الناشئين في ظروف الاضطهاد المفروضة في المدينة القديمة من القدس الشرقية المحتلة، وقد كان طاقم المركز على رأس عمله في تقديم أنشطته لمجموعة من الأطفال حين تمّ الاقتحام.
نداء دويك، مسؤولة تنمية الموارد والعلاقات العامة في المركز، تقول: "الحياة والعمل في مدينة القدس القديمة يعني أن حياتك دوماً في خطر. نحن مُجبَرون على العيش تحت دولة محتلة تتمتع بحصانة من القانون الدولي ومن أي محاسبة. في أي مكان آخر في العالم يمكن لقوات مسلحة الإفلات من المحاسبة عقب إقتحام مركز يشكل مساحة آمنة للأطفال؟"
وتضيف عائشة منصور، مديرة ماب في الضفة الغربية: "يشكل هذا الإعتداء الأحدث جزءً من حملة مستمرة ومنتشرة وممنهجة تستخدم عبرها السلطات الإسرائيلية العنف والإساءة ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية، بما يعزز شعور صغار السن بالخوف وإنعدام الأمان بشكل يومي. ماب فخورة بشراكتها مع مركز السرايا والذي يشكل عمله خدمة مهمة لصحة وسلامة الأطفال وصغار السن."
يتوجب على إسرائيل، القوة القائمة بالإحتلال، احترام وحماية حق الفلسطينيين في الصحة الجسدية والنفسية، ولكن هذا الإقتحام يقوّض "المساحة الآمنة" التي يوفرها مركز السرايا للأطفال ليتلقوا الدعم النفسي والاجتماعي وخدمات أساسية أخرى بعيداً عن المخاوف والضغوطات التي تنطوي عليها الحياة اليومية في القدس الشرقية المحتلة.
تطالب جمعية العون الطبي للفلسطينيين بفتح تحقيق نزيه في هذا الاقتحام وبإنهاء الممارسات التي تهدد الصحة والسلامة النفسية للفلسطينيين.