Quantcast
Channel: MAP News
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1392

نحصل على ساعة واحدة فقط من الكهرباء خلال اليوم

$
0
0

خلال زيارتها لأسرة في مخيم عين الحلوة للاجئين التقت وفاء دكور—مديرة برامج جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) في لبنان—بكاتيا* وأحمد* وتعرّفت على أثر الدعم الذي تقدمه (ماب) لأسرتهما خلال أزمة لبنان الاقتصادية. 

تسكن كاتيا وزوجها أحمد مع أطفالهما الصغار الأربعة في بيت من غرفة واحدة في أزقّة مخيم عين الحلوة للاجئين في جنوب لبنان. تصادفت زيارة وفاء للأسرة مع حلول عاصفة شديدة في لبنان ورأت خلال زيارتها الغرفة التي تؤوي الأسرة والتي كانت قارسة البرودة ودون أي تدفأة. 

كغيرها من أسر اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، تعاني أسرة كاتيا وأحمد من انقطاع حاد في التيار الكهربائي ومن ارتفاع كبير في أسعار الوقود المستخدم في التدفأة بما يحرمهم من القدرة على التدفأ خلال أشهر الشتاء الباردة، كما أنهم يُبقون باب بيتهم مفتوحاً بالرغم من الجو البارد لأنه مصدر الإنارة الوحيد للبيت. 

يشرح أحمد وضع أسرته بقوله: "نحصل على ساعة واحدة فقط من الكهرباء خلال اليوم. لا يمكنني تحمّل تكاليف الاشتراك في خط من مولد خاص [كمصدر بديل للكهرباء]. في أغلب الأيام نحن نقضي كامل الوقت في الظلمة. اعتدتُ أن أشتري الشمع ولكنه أصبح باهظ الثمن الآن ونادراً ما أحظى بفرصة عمل خلال الشتاء ولذلك أوفّر المال القليل الذي لدي لشراء الطعام للأطفال." 

يكافح أحمد من أجل العثور على عمل منذ سنوات ويبحث دون كلل عن الفرص ولكن دون جدوى، وفي ظل هذا الوضع يقوم بجمع الخردى ومن ثمَّ بيعها بثمن بخس من أجل توفير أبسط احتياجات أطفاله. تجدر الإشارة إلى أن الفلسطينين في لبنان يعانون من عقبات جسيمة في الوصول لفرص العمل الرسمي بسبب القيود التي تفرضها الحكومة على حقوقهم ووصولهم لفرص العمل في 40 مهنة، حيث ينتهي المطاف بأغلبهم للعمل في وظائف مؤقتة وذات أجور ضئيلة أو لممارسة العمالة غير الرسمية—والتي تعرّضهم لمخاطر الاستغلال والمزيد من الفقر والتهميش. 

تلّقت كاتيا خلال حملها الأخير زيارات متكررة من القابلات والممرضات العاملات مع (ماب) واللاتي قمن خلال الزيارات بإجراء فحوصات طبية وتقديم الإرشاد التغذوي لها، حيث تقول كاتيا: "لقد ساعدتني كثيراً الزيارات المنزلية. اعتادت القابلة سارية زيارتي خلال حملي ولازالت تدعمني بعد وضعي. هي تقدم لي نصائحاً مفيدة وتشرح لي الأمور بوضوح وتجيبني دوماً عندما أحتاج مشورتها أو مساعدتها بشأن مشكلة صحية متعلقة بي أو بطفلي." 

يواجه لبنان أزمة اقتصادية تعد الأسوأ في تاريخه منذ عقود ومن ضمن الأسوأ في تاريخ العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر حيث بلغ التضخم مستويات ارتفاع غير مسبوقة وازدادت أسعار الطعام أربعة أضعاف، وهو ما يهدد قدرة العديد من اللاجئين الفلسطينيين على توفير الطعام لأسرهم. للحدِّ من مخاطر سوء التغذية الحاد والأمراض المتعاقبة عليه قدّمت (ماب) سلّات غذائية لـ7,251 أسرة فلسطينية بما فيها أسر نساء حوامل وأمّهات مرضعات وأشخاص ذوي اعاقة أو أمراض مزمنة حادّة وأسرٍ تُعيلها النساء. استفادت كاتيا من هذا الدعم والذي تعتبره غاية في الأهمية: "كان البيت فارغاً ولم يكن لديّ طعام لتقديمه. السلّة الغذائية التي قدّمتها (ماب) وفّرت عليَّ عناء القلق المستمر حيال توفير الطعام للأطفال وساعدتني في تناول طعام مغذٍ خلال حملي وهو ما انعكس ايجاباً على جنيني وعلى قدرتي على رعاية أطفالي الآخرين." 

أطرى أحمد على حيادية (ماب) في في تقديم دعمها للأسر المحتاجة دون اعتبار آرائهم أو صفاتهم: "توزع بعض المؤسسات والأحزاب السياسية الطعام والكساء وأوجه الدعم الأخرى ولكنني لم أتلقَّ أيَّ شيء بالرغم من حاجتي الماسّة. هم يوفرون الدعم للمنتظمين لحزبهم أو الموالين لصاحب سلطة ما؛ الفقراء أمثالي ممن يريدون عملاً وحياةً كريمةً فقط يتم استثناءهم من تلقي ذاك الدعم. قابلات (ماب)، في المقابل، أتين لبيتنا وساعدن زوجتي خلال حملها وأعطيننا طعاماً عندما رأين حجم معاناتنا في توفير أبسط الاحتياجات اللازمة للبقاء على قيد الحياة. لم يطلبن أي شيء في المقابل ولم يسألن عن آراءنا أو عمّن نحب أو لا نحب. لديّ الكثير من الاحترام لجمعيتكم." قدّمت كاتيا وأحمد شكرهما لـ(ماب) وتمنيّا استمرارها في دعم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خلال الأزمة الاقتصادية الحالية وحتى يتمكنا من ممارسة حقهما في العودة لفلسطين. 

نرجو دعمكم للاجئين الفلسطينيين في لبنان خلال الأزمة الاقتصادية وذلك عبر تبرعكم الكريم لجمعيتنا.  

*تم تغيير الأسماء لحماية الهوية. 


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1392

Trending Articles