تنضم جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) إلى 13 جمعية بريطانية أخرى في مطالبة حكومة المملكة المتحدة بأخذ إجراءات عاجلة لدعم منظمات المجتمع المدني الفلسطينية المستهدفة في حملة متصاعدة من القمع والعنف.
نطالب حكومة المملكة المتحدة بأخذ إجراءات فورية لحماية المنظمات الفلسطينية المدافعة عن حقوق الإنسان التي تواجه هجوماً متصاعداً بسبب عملها الهامّ، ونقوم بهذه المطالبة كمجموعة من جمعيات بريطانية عاملة في المجالات الإنسانية والتنموية والحقوقية والدينية وكجزء من سعينا لدعم حقوق وسلامة الفلسطينيين.
في الصباح الباكر من يوم الخميس، 18 آغسطس 2022م، قامت قوات إسرائيلية مسلحة باقتحام مكاتب سبع منظمات مجتمع مدني فلسطينية (المنظمات) في رام الله: مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الانسان، ومؤسسة الحق، ومركز بيسان للبحوث والإنماء، والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين، ومؤسسة لجان العمل الصحي، واتحاد لجان العمل الزراعي، واتحاد لجان المرأة الفلسطينية. نهبت القوات الإسرائيلية عقب الاقتحام مكاتب المنظمات ودمرت ممتلكاتها وصادرت ملفات ومعدات هامّة، كما وجدت بعض المنظمات أبواب مكاتبها مغلقة بألواح حديدة لُحمت بالجدار؛ بالإضافة إلى تلقي المنظمات أوامراً عسكرية تنصُّ على إغلاقها وعلى أنها منظمات غير قانونية.
نعبّر عن إنزعاجنا إزاء أعمال القمع التي يتعرض لها المجتمع المدني الفلسطيني والتي تمثّل إنتهاكاً لحقوقٍ أساسية، كما نعبّر عن قلقنا البالغ إزاء الإجراءات الأخرى التي قد تتبع أعمال القمع هذه، والتي تقدّمت في ظلّها مؤسسة الحق بمناشدة عاجلة للإجراءات الخاصة التابعة للأمم المتحدة مُطالبةً فيها بإجراءات فورية وحقيقية لحماية مدراء المنظمات المستهدفة، والذين يراودنا قلق شديد حيال سلامتهم.
تقدّم هذه المنظمات الفلسطينية خدمات ضرورية للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الإحتلال بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية، والعون القانوني—والذي يشمل الأطفال المعتقلين، والبحوث والبرامج اللازمة لتعزيز حقوق الإنسان؛ كما يشمل عمل هذه المنظمات الرصد والتوثيق والإبلاغ عن إنتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الفلسطينييون القابعون تحت إحتلال عسكري يستمر لعقد سادس.
على سبيل المثال، تشير الأمم المتحدة أنه وحتى الآن في هذا العام تعرض ما لا يقل عن 37 طفلاً فلسطينياً للقتل في الأرض الفلسطينية المحتلة، كما أنّه تم سجن حوالي 175 طفلاً فلسطينياً في المعتقلات الإسرائيلية العسكرية. توثق الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين كل واحدة من حالات القتل أو السجن هذه وهو العمل اللازم للفت إنتباه المجتمع الدولي لهذه الحالات ولكن أيضاً للأنماط المتكررة في انتهاك حقوق الأطفال الفلسطينيين، كما ينطوي هذا العمل على تمكين المساءلة القانونية وإنهاء الإفلات المنهجي من المحاسبة.
في أكتوبر الماضي، بعد تصنيف وزير الدفاع الإسرائيلي ستَّ منظمات فلسطينية كمنظمات إرهابية، صرّحنا أن هذا التصنيف يعدُّ هجوماً على حقوق الإنسان وينطوي على حرمان الفلسطينيين من الوصول لخدمات أساسية. وصلت منذ ذلك الحين عشر دول أوروبية إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تقدّم أدلة كافية أو موثوقة لإثبات الإتهامات التي وجهتها لتلك المنظمات، وتعهدت هذه الدول بالإستمرار في العمل مع المنظمات الست، كما طالبت الأممُ المتحدة المجتمعَ الدولي بدعم وتمويل هذه المنظمات بهدف حماية عملهن الهام.
نطالب حكومة المملكة المتحدة بالوفاء بواجباتها القانونية والأخلاقية تجاه الفلسطينيين وبدعم المجتمع الفلسطيني في وقتٍ تتعرض فيه منظماته لتدابير قمعية من السلطات الإسرائيلية. يتوجب على حكومة المملكة المتحدة الإنضمام للدول الأوروبية ومنظمات المجتمع المدني الدولية—والتي تشمل 45 مؤسسة إسرائيلية غير حكومية—في إدانة التجريم التعسفي الإسرائيلي والهجمات الأخيرة على المجتمع المدني الفلسطيني. يتوجب على حكومة المملكة المتحدة مطالبة إسرائيل بسحب تصنيفها للمنظمات الست كمنظمات إرهابية، كما يتوجب على حكومة المملكة المتحدة دعم العمل الضروري الذي تقوم به المنظمات الفلسطينية المدافعة عن حقوق الإنسان من أجل تحقيق المساءلة حيال انتهاكات القانون الدولي.الموقعون:
العمل حول أطفال بيت لحم ذوي الإعاقة (ABCD Bethlehem)
جمعية آموس (Amos Trust)
مجلس التفاهم العربي-البريطاني (CAABU)
الوكالة الكاثولوكية للتنمية الدولية (CAFOD)
رابطة المعونة المسيحية (Christian Aid)
جمعية امبريس ذا ميديل ايست (Embrace the Middle East)
جمعية أصدقاء نابلس والمناطق المحيطة (FONSA)
جمعية أصدقاء جامعة بيرزيت (FOBZU)
جمعية محامون من أجل حقوق الإنسان الفلسطينية (LPHR)
جمعية العون الطبي للفلسطينيين (MAP)
اوكسفام (Oxfam)
جمعية الأصدقاء الدينية في بريطانيا (Quakers in Britain)
الحرب على العوز (War on Want)
مؤسسة التعاون (Welfare Association)
صورة: ملصق على مكاتب مؤسسة الحق يطالب بالتضامن مع ]المنظمات[ الست #StandWithThe6 (تصوير: الحق