Quantcast
Channel: MAP News
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1391

المخيمات الصيفية في القدس شرقية: وسيلة لتعزيز سلامة اليافعين الفلسطينيين

$
0
0

يواجه الفلسطينيون الناشؤون في القدس الشرقية عقوداً من التمييز الممنهج والتهجير القسري والعنف والتهميش والإقصاء من المجتمع، كما ويُحرمون من أماكن آمنة يستطيعون فيها التعلم واللعب والترويح عن أنفسهم بما يعزز من سلامتهم وصحتهم النفسية.

بيّنت دراسة نشرها مركز السرايا لخدمة المجتمع في عام 2021م أن العديد من الأطفال في البلدة القديمة من القدس الشرقية يعانون من أعراض مختلفة من اضطراب ما بعد الصدمة مثل القلق والمشاكل السلوكية وقصور الانتباه واضطرابات النوم وإعاقات وظيفية.

ينظم مركز السرايا—وهو أحد شركاء ماب—سلسلة من المخيمات الصيفية بين شهري يونيو وآغسطس من أجل التعامل مع هذه التحديات حيث تستهدف المخيمات الأطفال واليافعين والنساء والمعلمين المقدسيين لدعمهم في التعامل مع شدة الحياة وإنعدام الأمان في البلدة القديمة.

شارك اليافعون في عدة أنشطة تعليمية وإبداعية نظّمها مركز السرايا بهدف تنمية المشاركين في مجالات الفنون والحِرَف والتربية الجنسية وبهدف تطوير مهاراتهم الحياتية والعملية، كما تلقّت النساء والمعلمون المشاركون في المخيمات تدريبات تستهدف تنمية أساليبهم التدريسية الإيجابية للتعامل مع أطفالهم وطلابهم.

تتردد منّة، 15، على مركز السرايا منذ خمس سنين، وتصف تجربتها بالإيجابية: "أحب المجيء إلى المركز ولم يعتريني أي ندم حيال الإلتحاق بأيٍّ من دوراتهم لأن هناك دائماً شيء جديد أتعلمه. لقد استمتعت بالمخيمات الصيفية لأنها ساعدتني على استكشاف خيارات مهنية متعددة وكنت سعيدة جداً بزيارة جامعات فلسطينية مختلفة."

يشير يعقوب، 17، إلى الفائدة التعليمية من المخيم الصيفي: "الأنشطة هنا تعليمية وترفيهية. نقوم بأنشطة بسيطة نتعلم منها أشياء كثيرة ومهمة وأحيانا حتى بدون ملاحظة ذلك."

يواجه الفلسطينيون في البلدة القديمة تهديدات دائمة بتهجيرهم قسراً من بيوتهم وبالإعتداء عليهم أو اعتقالهم على أيدي الجنود الإسرائيليين. يواجه كل من منّة ويعقوب هذا العنف بشكل يومي—سواءً في طريقهم لزيارة أقاربهم أو أثناء توجههم إلى المدرسة أو مركز السرايا.

تبيّن منّة أثر ذلك بقولها: "معظم الصعوبات التي أواجهها يتسبب فيها وجود القوات الإسرائيلية في القدس الشرقية. كنت ذات يوم في طريقي إلى المخيم الصيفي ولكن القوات الإسرائيلية أغلقت باب العامود تحت ذريعة الأمن وهو ما اقتضى وصولي متأخرة؛ لكننا تعودنا على كل هذه التحديات هنا."

يشكل عنف القوات الإسرائيلية خوفاً مستمراً ليعقوب: "هناك الكثير من التحديات ]المفروضة على[ الحياة هنا فيمكن للقوات الإسرائيلية اقتحام البيت وتفتيشه أثناء استراحتك فيه؛ ولكننا أسرة واحدة في هذا المجتمع."

يسعى مركز السرايا لتوفير مساحة آمنة للفلسطينيين في مواجهتهم لظروف الحياة القسرية في القدس الشرقية ويقدّم منذ أكثر من 30 عاماً خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للنساء واليافعين الفلسطينيين.

يساهم المركز عبر أنشطته—بما فيها المخيمات الصيفية—في بناء جيل من الفلسطينيين المؤهلين للعب دور إيجابي في دعم مجتمعهم، وهو ما توضحه منّة في تعبيرها عن طموحها: "أرغب كثيراً أن أعود إلى مركز السرايا كمتطوعة أو قائدة لأساعد في تنظيم أنشطة ومخيمات الصيفية في المستقبل كتلك التي شاركت فيها."

تقدّم ماب لأكثر من عشر سنوات دعمها لمركز السرايا لتوفير خدمات الدعم النفسي والاجتماعي وأنشطة التمكين التي تستهدف الشباب الفلسطينيين وتوفر لهم ولذويهم مساحة آمنة.

بالرغم من التوتر والعنف المتصاعد المحيط بعمله يقدم مركز السرايا للأطفال واليافعين ورشات لتنمية مهاراتهم الحياتية فيما يتعلق بقضايا الهوية والحقوق والمسؤولية والقيادة والتعبير والتعامل مع الأقران، ويهدف عبر ذلك إلى تنشأة المستفيدين من أنشطته وخدماته كصانعي تغيير إيجابي في مجتمعاتهم عبر تعزيز صلادتهم وثقتهم بنفسهم.

نرجو دعمكم لعمل (ماب) وشركائها للاستمرار في تقديم خدمات الصحة النفسية والدعم للنساء والأطفال الفلسطينيين. يمكنكم المساهمة في دعم هذا العمل عبر التبرع هنا.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1391

Trending Articles