Quantcast
Channel: MAP News
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1392

عرقلوا علاجها وجعلوا أمنيتها راحةً من مشقّات المحاولة: سميرة في نضالها ضد سرطان الثدي

$
0
0

تسكن سميرة*، 58 عاماً، مع أطفالها السبعة في دير البلح وسط قطاع غزة، وكانت قد عملت كمعلمة مدرسة قبل تشخيصها بسرطان الثدي في عام 2017م حين أُجبرت على التقاعد. تتذكر سميرة تلك الفترة وتقارنها بحالتها الآن: "اعتدتُ أن أكون قوية وبصحة جيدة وكنت أقوم بنشاطات خارج ]المنزل[ بسهولة ولكنّي لم أعد قادرة على ذلك؛ فقدتُ صوتي وأصبحتُ أتنفس بصعوبة بسبب العلاج الكيميائي."

كانت سميرة في رفقة زوجة ابنها أثناء تلقّي الأخيرة رعاية ما بعد الولادة، وعُرض حينها على سميرة تلقي فحص ثدي سريري كشفَ عن تشوهات لديها قام الطبيب العام على إثرها بتحويلها لإجراء تصوير بالأشعة (ماموجرام) في مستشفى المعمداني. بدأت سميرة في تلك اللحظة رحلة علاجها.

في يوليو 2017م، تلقَت سميرة عملية جراحية في مجمع ناصر الطبي وتم تحويلها لتلقي العلاج الكيميائي في مستشفى غزة الأوروبي والذي استمرت في تلقيه بانتظام كل ثلاث شهور لثلاث سنوات، وبسبب انعدام خدمات العلاج الاشعاعي في غزة تم تحويلها الى مستشفى أوغوستا فيكتوريا-المطلع في القدس الشرقية المحتلة، وهو ما اضطرها للتقدم بطلب للحصول على تصريح إسرائيلي لمغادرة غزة والوصول لمكان علاجها.

قدّمت سميرة طلبها الأول في أكتوبر 2017م ولكنه رُفض، وتقدمت بعديد من الطلبات اللاحقة التي وافقت عليها السلطات الإسرائيلية دون أن توافق على طلبات زوجها لمرافقتها ودعمها خلال رحلة علاجها، ووجدت سميرة نفسها أمام هاجس السفر لوحدها؛ لتفادي ذلك تم تحويل سميرة لتلقي العلاج الاشعاعي في جمهورية مصر إلا أن الأطباء أخبروها حين وصولوها في يونيو 2018م أن العلاج الاشعاعي لم يعد مفيداً بسبب فوات أوانه بأكثر من عام. عادت حينها سميرة لغزة واستمرت بتلقي العلاج الكيميائي.

شعرت سميرة بالإرهاق والمعاناة خلال تلقي العلاج الكيميائي وتوقفت بعد إنتهاءه عن الذهاب لجلسات المتابعة وزادت جائحة فيروس كورونا من ترددها حيال الذهاب للعيادة والإستمرار في متابعة حالتها.

زاد وضع سميرة سوءً في عام 2020م بعد تشخيص أحد أبناءها بمرض شديد في القولون ومواجهتها وأسرتها صعوبات في تأمين مصاريف علاجه، كما عانت سميرة من أعراض جديدة تضمنت التهاباً رؤياً وقيئاً وبيلة دموية.

السنوات الخمس الماضية كانت الأصعب في حياة سميرة وتخللها الكثير من التحديات التي لم يكن أقلها الانقطاع عن العلاج وتجزءته وتشتت أماكن تلقيه في قطاع غزة والقدس الشرقية وجمهورية مصر، وبالرغم من هذا الوقت الطويل إلا أن سميرة—التي خسرت كثيراً من وزنها حتى الآن—لا تشعر بأي تحسن.

تبدأ سميرة الآن جولة جديدة من التشخيصات والفحوصات الطبية للكشف عن أسباب الأعراض التي تعاني منها وتقول: "أمنيتي الوحيدة هي أن أسافر لمكان خارج غزة أستطيع فيه تلقي العلاج الذي أحتاجه والشعور براحة من هذه المعاناة."

يتوجب على إسرائيل—القوة القائمة بالاحتلال—ضمان وصول المرضى من غزة للرعاية الطبية التي يحتاجونها؛ إلا أنها تنتهك هذا الواجب القانوني بفرضها عقاباً جماعياً على المرضى وعلى مليوني فلسطيني في غزة عبر حصار وإغلاق القطاع لأكثر من 15 عاماً.

ندعو متابعينا لمراسلة ممثليهم البرلمانيين وحثّهم على مطالبة حكوماتهم بأخذ إجراءات عاجلة لدعم مرضى سرطان الثدي في فلسطين، مثل سميرة، والتأكد من وصولهم للرعاية التي يحتاجونها.

*تم تغيير الأسماء لحماية الخصوصية.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1392

Trending Articles