يعتبر الأطفال الفلسطينيون من بين الأكثر تضرراً بالأزمة الاقتصادية في لبنان حيث يؤثر الفقر على أكثر من 90% من اللاجئين الفلسطينيين هناك. في اليوم العالمي للطفل تحدثت جميعة العون الطبي للفلسطينيين (ماب) مع مديرة برامجها في لبنان، وفاء دكور، حول التحديات الصحية التي يواجهها الأطفال الفلسطينيون وحول إستجابة ماب لهذه التحديات.
كيف تبدو الحياة بالنسبة لطفل فلسطيني يعيش في مخيم للاجئين في لبنان اليوم؟يعيش الأطفال في ظروف صعبة للغاية في مخيمات اللاجئين حيث يفتقدون الوصول للفرص التي يتمتع بها أطفال آخرون، وبدلاً من اللعب في المتنزهات والملاعب هم يلعبون في الأزقّة الضيقة المظلمة في المخيمات حيث تختلط أسلاك الكهرباء وأنابيب المياه.
يقلق الأطفال بشأن عدم توفر الكهرباء أو المياه أو مصروف الجيب أو الدواء لمريض من ذويهم، كما يشهدون قلق ذويهم حيال عدم امتلاكهم من المال ما يكفي للطعام والكساء، وكلما أدرك الأطفال القيود التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون—خاصةً فيما يتعلق بالوصول للتعليم والتوظيف—كلما تبددت آمالهم.
كيف أثرت الأزمة الاقتصادية المتزايدة وظروف المعيشة المتدهورة على الأطفال؟ ما هي أكبر التهديدات لصحتهم اليوم؟تبلغ نسبة الفلسطينيين اللاجئين في لبنان الذين يعانون من الفقر اليوم 93% حسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أنروا)، وفي ظل التكلفة المستعرة للغذاء تتسبب هذه النسبة في ارتفاع مستويات سوء تغذية لدرجة خطيرة. يعاني 10% من اللاجئين الفلسطينيين من حالات التقزّم بينما تنتشر حالات فقر الدم بين 28% من الأطفال البالغين 0-5 سنوات.
غالباً ما يخبرني الأطفال أن عائلاتهم غير قادرة على شراء أشياء بسيطة لهم مثل الحلويات أو الملابس. هم يواجهون وصولاً محدوداً جداً للكهرباء قد لا يتعدّى ساعتين في اليوم الواحد وذلك في وضعٍ تبلغ فيه تكلفة مولادت الكهرباء الخاصّة مستويات مرتفعة؛ وبذلك لا يتبقى لهم إلا خيار اللعب في أزقّة المخيمات مع المخاطر التي تعتري ذلك.
هل ستزداد ظروف المعيشة سوءً بالنسبة للأطفال خلال الشتاء؟ارتفعت تكاليف وقود التدفئة بنسبة تزيد عن 500% منذ بداية الأزمة الاقتصادية في لبنان في 2019م، هذا مع الأسف يقتضي أن العديد من العائلات لن تستطيع تدفأة بيوتها وأطفالها خلال الشتاء.
كما ارتفعت تكاليف المواصلات بشكل يحرم العديد من الأسر من القدرة على إرسال الأطفال للمدارس وسيتوجب على أولئك القاطنين بالقرب من المدارس المشي في جو بارد وقاسٍ.
أما بالنسبة للأمن الغذائي فهي مسألة مهمة أخرى تواجه الأسر والأطفال الأكثر فقراً ومن المتوقع أن تزداد المسألة سوءً في ظل اعتماد العديد من اللاجئين الفلسطينيين على العمالة الموسمية وعدم الحصول على فرص عمل خلال الشتاء.
هل شاهدتي ازدياداً في عدد الأطفال المحتاجين لخدمات الدعم النفسي؟ كيف تقدم ماب وشركاؤها هذا الدعم؟هناك تزايد غير مسبوق في عدد الأطفال والأسر الذين يطلبون خدمات الدعم النفسي-الاجتماعي من ماب وشركائها فالأسر غير القادرة على توفير الحاجات الأساسية تواجه ضغطاً يؤثر على الأطفال ويتسبب في معاناة نفسية لهم.
تقدم ماب وشركاؤها خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي للأطفال ولذويهم بشكل رئيسي عبر المراكز المجتمعية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وقمنا سوياً بتأسيس 14 مركزاً مجتمعياً صديقاً للأطفال في المخيمات وهي مراكز تقدم بشكل يومي أنشطة ممنهجة في مجال الدعم النفسي-الاجتماعي للأطفال البالغين 3-17 سنة ولذويهم.
كما أن ماب تدعم جهود التأهيل قبل المدرسي التابعة لمؤسسة غسان كنفاني الثقافية—وهي مؤسسة ناشطة في مجال تعليم الطفولة المبكرة وفي تقديم الدعم النفسي للأطفال من ذوي الإعاقة ولذويهم.
ما هي أكبر أمنياتك للأطفال الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين في لبنان؟آمل أن يتسنّى للأطفال الفلسطينيين العيش في بيئة تتيح لهم الأمان والحماية وفرص النمو والازدهار وتحقيق كامل قدراتهم. آمل أن يتمكنوا من الوصول للعدالة ولحقهم في العودة إلى موطنهم في فلسطين.
يمكنكم دعم الأطفال الفلسطينيين في لبنان عبر التبرع لماب اليوم.