Quantcast
Channel: MAP News
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1390

"المركز بيتنا الثاني": تقديم الدعم النفسي-الاجتماعي للفلسطينيين ذوي الاعاقة

$
0
0

يُعد اللاجئون الفلسطينيون ذوو الاعاقة من بين  الفئات الأكثر تهميشًا ووصمًا في لبنان، حيث يعانون من ضعف فرص حصولهم على الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والتشغيلية. بالإضافة إلى فرصهم المحدودة في مشاركة صوتهم مع مجتمعاتهم المحلية.

                                                           
يعمل مشروع صور المجتمعي للإعاقة في جنوب لبنان على سد الحاجات الأساسية لحماية ودعم الفلسطينيين ذوي الاعاقة وأسرهم، حيث يوفر خدمات متخصصة للأطفال وتدريبات لأولياء الأمور ومقدمي الرعاية، ويشجع دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في مجتمعاتهم المحلية. هذا المشروع من تنفيذ جمعية المرأة الخيرية بالشراكة مع ماب.

وفي حديثها مؤخراً مع طاقم جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) شاركت لمى* تجربة أسرتها في الاستفادة من خدمات المشروع—شريك ماب في لبنان، وتحدثت عن الأثر الايجابي لهذه الخدمات على طفلتيها فرح*، 14 عاماً، ورُبا*، 18 عاماً:

"كنت أعمل كمعلمة في المدرسة لكن عندما تزوجت وأنجبت أطفالًا، لم أعد قادرًا على تنظيم جميع أموري، خاصةً وأن طفلتي فرح تعاني من اعاقة جسدية وذهنية خفيفة ولا يوجد أحد من أسرتي بالقرب لمساعدتي في رعاية طفلتاي. الآن بعد أن كبرت بناتي، بدأت العمل مرة أخرى ولقضية أنا شغوفة بها.

 أعمل في مجال الدعم النفسي-الاجتماعي مع جمعية خيرية محلية في مخيم البص للاجئين حيث تقدم الجمعية الدعم للأطفال وذويهم. ويتضمن عملي تنظيم جلسات توعوية لتعزيز دمج الأشخاص ذوي الاعاقة، وبالرغم من اعتقادي أن المجتمع قد تحسن في فهمه وقَبوله للأشخاص ذوي الاعاقة إلا أن الكثير من العمل لازال مطلوباً. أقوم بهذا العمل حتى في وقت فراغي وبشكل تطوعي لأنه هام جداً.

لقد أحضرت فرح لمركز العلاج الطبيعي التابع للمشروع للمرة الأولى عندما كان عمرها 18 شهراً وقد كبرتْ وتحسنتْ كثيراً—جسدياً ونفسياً—بفضل دعم طاقم المشروع، وهي الآن مراهقة ذات شخصية واثقة ومبتهجة.

نشعر أنا وفرح أن المركز بيتنا الثاني فنحن نتلقى فيه الدعم النفسي بالإضافة إلى خدمات اعادة التأهيل التي تحتاجها فرح. ويمكنني التصرف على طبيعتي والتعبير عن مخاوفي ومشاعري مع الطاقم؛ وهو ما لا يمكنني دوماً فعله مع أسرتي ومجتمعي.

لم يقتصر دعم الطاقم على مساعدة فرح فقط  بل امتد لأسرتي بأكملها ؛ فرُبا—أخت فرح—اعتادت الشعور بالخجل من أختها بسبب الطريقة التي ينظر بها المجتمع لها، كما اعتادت أن تسألني لماذا كانت أختها مختلفة وليست كالأطفال الآخرين. ربا لم تتقبل أختها في البداية.

عمل طاقم المشروع مع رُبا وقدّم الدعم لها، ونتيجة لذلك‘ فهي الآن فخورة جدا بأختها فرح. أخبرتني ربا أنها تريد دراسة الطب وأنها بعد تخرجها ستخصص يوماً من الأسبوع للعمل بشكل مجاني في مركز المشروع لأن طاقمه ساعدنا كثيراً.

ليس من السهل أن يكون المرؤ والداً/ةً لطفل ذي اعاقة في مجتمعنا، وهو ما يعرضنا للكثير من الضغط والتوتر النفسي. يدرك أفراد طاقم المشروع حاجاتنا وما نمرُّ به ويوفرون أنفسهم دوماً للاصغاء لنا ولدعمنا، كما أنهم يبدون مرونة وجاهزية لتبني التغييرات التي تناسبنا.

يُعلّمنا المشروع تماريناً يمكننا القيام بها مع أطفالنا في البيت وكان هذا مفيداً جداً خلال جائحة فيروس كورونا والاغلاق في لبنان، كما أن جلسات التوعية التي يقدمها الطاقم مهمة لنا فعلى سبيل المثال تَعلّمنا اليوم عن القضايا التي يواجهها الشباب من ذوي الاعاقة.

آمل أن يستمر المشروع لمدة طويلة في تقديم الخدمات والدعم للأطفال ذوي الاعاقة ولذويهم، وأتمنى أن تتوسع خدماته لتشمل الاستشارات الصحية والفحوصات العصبية من أجل توفير الدعم  للأسر خلال الأزمة الاقتصادية الخانقة  في لبنان."

نرجو تكرمكم بالتبرع اليوم لدعم المشروع والمساهمة في تعزيز ماب لحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة في فلسطين ولبنان.

*تم تغيير الأسماء لحماية الخصوصية


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1390

Trending Articles