Quantcast
Channel: MAP News
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1391

التحديات والجانب المشرق: تمكين الأطفال الفلسطينيين ذوي الإعاقة من تحقيق كامل امكانياتهم

$
0
0

يواجه اللاجئون الفلسطينيون ذوو الإعاقة في لبنان تهميشاً واسع النطاق في المجالات الاجتماعية والاقتصادية وغالباً ما يفتقدون الوصول للخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، وهو ما يؤثر بشكل خاص على الأطفال الفلسطينيين ذوي الإعاقة حيث يقوّض حقوقهم ويحجّم آفاق مستقبلهم.

تفيد هيئة الإعاقة الفلسطينية أن 17% من اللاجئين الفلسطينيين ذوي الإعاقة في لبنان يسكنون في الشمال في مخيمي البداوي ونهر البارد للاجئين حيث تعدُّ جمعية إعادة التأهيل المجتمعي—شريكة ماب هناك—الجهة الوحيدة التي تقدم خدمات شاملة للأطفال ذوي الإعاقة في المخيمات بالإضافة إلى توفيرها خدمات أساسية في مجالي إعادة التأهيل وتعزيز إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في مجتمعاتهم المحلية.

خلال مقابلتها مؤخراً مع ماب تحدثت منال—المساعدة الفنيّة في الجمعية—عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين ذوي الإعاقة وعن الأثر الايجابي الذي تحققه الجمعية في حياة الأطفال:

مرحبا منال، هلّا أخبرتنا عن نفسك وعن طبيعة عملك مع جمعية اعادة التأهيل المجتمعي؟

منال: أعمل مع الجمعية منذ 25 عاماً ويشمل عملي الآن خدمة صغار السنّ وأهالي الأطفال ذوي الإعاقة بالإضافة إلى التواصل مع المدارس ومراكز التدريب المهني بهدف تعزيز الوعي بقضايا الإعاقة وتوفير الاستشارات الرامية لجعل مساحات التعلم وغيرها أكثر شمولية للأطفال.

 بدأت قصتي مع الإعاقة منذ طفولتي المبكرة، فحين بدأت بالمشي لاحظت عائلتي أن هناك خطباً ما، وتم تشخيص حالتي بشلل الأطفال حين وقعت عن الدرج ذات يوم ونُقلت إلى غرفة الطوارئ. إحدى قدماي أطول من الأخرى وهو ما يؤثر على توزاني أثناء المشي.

أنا محظوظة جداً لأن لديَّ والدين رائعين فهما قدّما الدعم لي طوال مراحل حياتي وقد درستُ في مدرسة ابتدائية للبنات وكان الجميع فيها لطيفاً معي وداعماً لي ولم أتعرض يوماً للتنمر في هذه المدرسة أو أشعر بأنني مختلفة بسبب اعاقتي. اعتدتُ ان أركض وألعب مع الأطفال الآخرين طوال الوقت بالرغم من أن حركتي الجسدية كانت صعبة.

لكن تجربتي في المدرسة الثانوية كانت مختلفة حيث كانت المدرسة مختلطة وبدأت فيها بإدراك اختلافي وشعرت بالاستياء لأنني لم أتلقَّ ذات الاهتمام الذي حصلت عليه زميلاتي من زملائنا الذكور.

خلال سنتي الأخيرة في المدرسة الثانوية، سقطت على الأرض بشكل سيء وشعرت بالحرج الشديد حينها ولم أرغب في العودة إلى المدرسة بعدها. لقد أصررت على السفر إلى روسيا حيث يسكن عمّي من أجل تلقي تدخل طبي، وقد ذهبتُ للكثير من الأطباء هناك وتلقيّت عملية جراحية حسّنت من حالتي كثيراً، وعندما عدت إلى لبنان حصلت على دبلوم في علم النفس ودبلوم آخر في تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

"اعاقتي جعلتني أريد العمل لمساعدة الأطفال ذوي الإعاقة وذويهم بقدر ما أستطيع، كما دفعتني للعمل مع المجتمع للقضاء على الوصمة السائدة."

هلّا أخبرتنا عن حياتك كفلسطينية في مخيم لاجئين في لبنان؟

منال: وُلدتُ في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين وأمكث هناك منذ حينها. لقد شهد المخيم حرباً كبيرة في عام 2007م وأصبح منذ حينها كمنطقة عسكرية[1]. كانت الحياة في المخيم قبل الحرب أفضل بكثير ولكن الحرب أثرت علينا بشكل كبير حتى أنني أشعر أن الناس قد تغيرت فهم قد خسروا بيوتهم والكثير منهم اعتاد قبل ذلك السكن في بيوت كبيرة وما تم اعادة بناءه هي بيوت صغيرة جداً ولا يوجد فيها مساحات يمكن للأطفال اللعب فيها.

يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة العديد من التحديات في هذه البيوت التي تم اعادة بناءها فأغلبها يحتوي على غرف صغيرة وهناك مبانٍ شاهقة ذات طوابق متعددة ولا توجد مصاعد في معظم الحالات والدرج فيها ضيّق للغاية؛ وبالتالي هناك امكانية محدودة جداً لجعل البيوت أكثر سهولة للحركة.

كما أن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية أثرت على الجميع في لبنان ولكن بشكل أكبر على سكّان المخيم فالعديد منهم أصبحوا شديدي الفقر ويفتقد أغلبهم لفرص عمل. يكرّس هذا الوضع من المشاكل الاجتماعية المتزايدة والتي تشمل تعاطي المخدرات خاصةً بين اليافعين.

كيف يؤثّر عمل الجمعية على مجتمعك؟

منال: يتمثل الأثر الرئيسي في تحسين مستوى شمول الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع فعلى سبيل المثال أصبحت نسبة كبيرة من سكّان المخيم على دراية بمعاني الإعاقة وحقوق ذويها وكيفية شمولهم في المجتمع وفي عمليات صنع القرار بفضل ورشات التوعية المجتمعية التي نعقدها منذ سنوات عديدة.

كما زاد قَبول الأشخاص ذوي الإعاقة على مر السنين وبات الناس الآن يدافعون عنهم ويناصرون حقوقهم وقضايا شمولهم. كانت الأسر في الماضي تنكر أن لديها أطفالاً ذوي إعاقة واعتادت على اخفاءهم، وهو ما تغيّر الآن فالأهالي يصطحبون أطفالهم للمدارس والأنشطة المجتمعية ومركز الجمعية.

كما أننا نقوم بتوعية أولياء الأمور وأعضاء المجتمع لاستخدام المصطلحات الصحيحة حين التحدث عن الإعاقة وعن الأشخاص ذوي الإعاقة فبعض المصطلحات قد تكون جارحة. لازال بامكاني تذكر كل الكلمات المؤذية التي قيلت لي حينما كنت طفلة.

هل يمكنك وصف القضايا التي تواجه الفلسطينيين ذوي الإعاقة في لبنان؟ ما الذي يمكن القيام به لتحسين وضعهم؟

منال: هناك جانب مشرق وهو أن الأشخاص ذوي الإعاقة قادرون الآن وإلى حدٍ معيّن على الوصول لأنشطة التعليم؛ ولكن فرصهم في العمل بعد التعليم محدودة جداً وهو ما يسبب الاحباط لليافعين ذوي الإعاقة ويحرمهم من الشعور بالدافعية لاكمال تعليمهم فهم يدركون ألا أحد سيختارهم للعمل. أعتقد أنه يجب على الأونروا (وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين) تولي المسؤولية الرئيسية في تيسير فرص التعليم والتمكين والتشغيل للأشخاص ذوي الإعاقة من أجل تحقيق استقلاليتهم ومساهمتهم.

هناك تحسنٌ في مستوى شمول الأشخاص ذوي الإعاقة في المدارس وخاصةً في شمال لبنان حيث نسبة الشمول في مدارس الأنروا هي الأعلى؛ يشيرُ هذا إلى وعي وفهم أفضل لقضايا الإعاقة وإلى تراجع في وصم ذويها.

أما على الصعيد الاجتماعي فالعديد من الأسر لازالت ترفض زواج أفرادها من شخص ذي إعاقة ، كما أن توفير الأجهزة المساعدة مثل تلك المساعدة على الحركة والسمع يشكّل تحدياً للأسر الفقيرة ]بسبب ثمنها[، بالإضافة إلى أن سهولة التنقل لا تشكّل اعتباراً يؤخذ به في خطط البناء فغالباً ما تكون الطرق والمباني غير متاحة للحركة.

يمكن لمشاريع التمكين الاقتصادي والدورات التدريبية التي تستهدف الأشخاص ذوي الإعاقة أن تساعدهم ليحققوا استقلالهم المالي وأن ينشؤوا مشاريعهم الخاصّة وبالتالي أن يحسّنوا من أوضاع معيشتهم. تمكّنت الجمعية من دعم عدد محدود من اليافعين ذوي الإعاقة للالتحاق بفرص تدريبية مهنية ولاحقاً اطلاق مشاريعهم الصغيرة مثل مقاهٍ ومحلاتٍ لصيانة الهواتف؛ إلا أن الأزمة الاقتصادية في لبنان أثّرت عليهم بشكل كبير وأجبرتهم على إغلاق مشاريعهم.

هل من كلمات أخيرة توجهينها لماب وداعمينا؟

منال: دعمكم سيتيح لنا الاستمرار في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز شمولهم واستقلالهم وسيساعدهم في تحقيق كامل امكانياتهم. شكراً لكم.

نرجو تكرمكم بالتبرع لهذا المشروع وأنشطة ماب الأخرى التي تعزز من حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في لبنان وفلسطين.

[1]  تجدر الاشارة إلى أن مخيم نهر البارد يخضع لسيطرة محكمة من الجيش اللبناني على عكس مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الأخرى.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1391

Trending Articles