Quantcast
Channel: MAP News
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1391

استجابة ماب للحرب على غزة

$
0
0

بعد مرور ما يقارب تسعة أشهر على الهجوم الإسرائيلي العسكري المدمر يواجه قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة حيث قُتل أكثر من 37,300 فلسطينياً وأُصيب أكثر من 85,500، كما أدى تضرر البنية التحتية الأساسية واجبار جميع السكان تقريباً على النزوح من منازلهم وتقييد وصول المساعدات الإنسانية بشكلٍ كبير إلى تفشي الأمراض المعدية وسوء التغذية الحاد حيث تم تسجيل أكثر من 865,000 حالة من التهاب الجهاز التنفسي وما يقارب  500,000 حالة من الإسهال.

يفوق حجم الاحتياجات الصحية قدرة مستشفيات غزة على الاستجابة، ومع انهيار النظام الصحي بالكامل نتيجة القصف الإسرائيلي العشوائي والحصار الخانق فإنه لم يتبقى من مستشفيات غزة التي بلغ عددها 36 سوى 17 والتي أصبحت تعمل بشكلٍ جزئي بالرغم من افتقارها للمستلزمات الأساسية كالأدوية والمعدات والوقود وبالرغم من تعرضها في بعض الحالات لأضرار جسيمة.

استجاب طاقم جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) بشكل سريع لهذه الكارثة بهدف صون الحياة، مستعيناً في ذلك بخبرته في العمل في قطاع غزة على مدى أكثر من 30 عاماً، حيث يستمر في الوفاء بالتزامه بالمساهمة في الحفاظ على ما تبقى من النظام الصحي في غزة وضمان حصول الطواقم الطبية على المعدات والدعم اللازم لاستمرارهم في إنقاذ الأرواح والشروع بإعادة تأهيل المستشفيات المتضررة.

تحدثنا مع محمد الخطيب—مدير برامج ماب في غزة—لنعرف أكثر عن عمل الطاقم وكيفية استخدامه لتبرعات الداعمين في دعم حقوق الفلسطينيين في الصحة والكرامة في غزة.

 

هل يمكنك أن تخبرنا عن تجربتك وتجربة زملائك في ماب في العمل تحت القصف والحصار خلال الأشهر التسعة الماضية؟

ليس باستطاعتي أن أصف الأشهر التسعة الماضية فحجم الدمار والاحتياجات في غزة مهول. لقد عانيتُ أنا والفريق كثيراً ولا أدري حقاً كيف تمكنّا من التعامل مع ما مررنا به ولكن عملنا في تقديم الدعم للفلسطينيين ذوي الحاجة ساعدنا على الاستمرار، كما أن داعمي ماب لعبوا دوراً هامّا في ذلك فبفضلهم تمكنّا من تقديم أكبر استجابة طارئة خلال 40 عاماً من عملنا.

كيف كانت استجابة ماب عندما بدأ الهجوم الإسرائيلي على غزة؟

نظراً لخبرتنا الطويلة في العمل في غزة فقد تحركنا سريعاً ومنذ بداية الحرب لتوزيع الإمدادات الإنسانية التي تم تخزينها مسبقاً حيث قمنا بتوزيع الأدوية واللوازم الطبية ومواد أساسية أخرى بقيمة زادت عن630,000  دولار أمريكي من مستودعاتنا إلى المستشفيات ومراكز الإيواء.

أتاحت لنا علاقاتنا الوثيقة مع الشركاء والموردين المحليين القدرة والسرعة في توفير أدوية ومعدات من السوق المحلي بقيمة زادت عن 1.9 مليون دولار أمريكي حيث شمل ذلك الضمادات والقثاطير والقفازات الجراحية والأجهزة المساعدة، وجميعها ضرورية جداً خلال تعرض النظام الصحي في غزة للهجوم.

ما الذي تمكنتم من تحقيقه منذ ذلك الحين بالرغم من القصف والحصار؟

بدأنا عملياتنا في مصر بشكلٍ سريع حيث قمنا عبر معابر قطاع غزة بتوريد ما زادت قيمته عن 4.3 مليون دولار أمريكيا من المواد الطبية (مثل المضادات الحيوية ودهان التصوير بالموجات فوق الصوتية "الالتراساوند" وحقن الباراسيتامول الوريدي والمحاليل الملحية) بالإضافة إلى مواد غذائية ومعونات إنسانية أخرى.

شاركتُ أيضاً في إدارة فرق الطوارئ الطبية لدينا من أجل دعم الكوادر الطبية المحلية حيث تتكون هذه الفرق من خبراء طبيين دوليين جاؤوا إلى غزة لتقديم خدمات الرعاية الطبية مثل العمليات الجراحية لمصابي الحوادث. عملت هذه الفرق وحتى الآن في مستشفى شهداء الأقصى ومستشفى ناصر ومستشفى غزة الأوروبي وقدمت 1,240 استشارة و360 عملية جراحية.

 ومع اكتظاظ المستشفيات بالمصابين والمرضى أنشأنا أيضاً 12 نقطة طبية في وسط وجنوب غزة بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المحلي، حيث تقدم هذه النقاط الطبية خدمات الرعاية الصحية الأولية وتتابع حالات الأمراض المعدية وتعالجها وتوفر خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، كما سوف نقوم لاحقاً بإنشاء نقطة طبية كبيرة في المنطقة الوسطى بغزة لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية والدعم النفسي والاجتماعي.

 

ما طبيعة الدعم الذي تمكنت ماب من تقديمه لمن نزحوا جرّاء الهجوم الإسرائيلي؟

قامت قوات الجيش الإسرائيلي بتهجير 1.7 مليون فلسطيني من منازلهم، وفي كثير من الأحيان قامت بتهجيرهم عدة مرات—وأنا من بينهم—فمن أجل مساعدة هؤلاء النازحين قدمنا ما قيمته ثلاثة ملايين دولار أمريكي من الوجبات الساخنة والأغطية ومستلزمات النظافة والملابس الشتوية والطرود الغذائية، كما قدمنا ما بلغت قيمته حوالي 350,000 دولار أمريكي من مستلزمات الإيواء كالخيام وفراش النوم والملاءات.

أطلقنا في الشهر الماضي برنامجاً للتغذية لحماية 150,000 امرأة وطفلاً وغيرهم من المعرضين لخطر سوء التغذية من خلال توفير خدمات الصحية الأساسية وفحص التغذية ووسائل الوقاية على مدار العامين المقبلين.

ما العقبات التي تواجهها ماب في إدخال المساعدات إلى غزة؟

كان علينا منذ أكتوبر أن نتجاوز مجموعة من التحديات لإدخال المساعدات إلى غزة وتوزيعها على المحتاجين لها. كانت العقبة الأولى عند المعابر الحدودية فقبل الهجوم الإسرائيلي في أكتوبر كانت غزة تستقبل يقارب 500 شاحنة يومياً ولكن الجيش الإسرائيلي فرض قيوداً كبيرة على ما يمكن دخوله منذ بداية الحرب.

يتم إيقاف شاحناتنا المليئة بالإمدادات الطبية لعدة أيام قبل السماح لها بالدخول كما يتم رفض إدخال المواد أو المعدات الطبية مثل أجهزة التخدير وحتى العكاكيز لأسباب تعسفية فمثلاً في نيسان كانت المساعدات التي يُسمح بدخولها لا تلبي سوى حوالي 20-40% من احتياجات الناس.

اعتدنا على إدخال معظم شاحناتنا وفرق الطوارئ الطبية التابعة لنا إلى غزة من خلال معبر رفح في الجنوب على الحدود مع مصر ولكن منذ 7 مايو أغلق الجيش الإسرائيلي تلك الحدود مما أجبرنا على التركيز على منافذ أخرى بالإضافة إلى البحث عن مصادر محلية لتوفير المساعدات.

يمكن في الوقت الحالي إدخال المساعدات إلى غزة إما من خلال معبر كرم أبو سالم في الجنوب أو من خلال منفذ زيكيم في الشمال وهذا يتطلب التنسيق مع وكالات الأمم المتحدة أو مع الموردين المحليين الذين تم فحصهم والسماح لهم بإحضار البضائع لغزة، ولكن التوريد عبر أي المنفذين صعب ويحتاج إلى وقت وجهد في ظل تقييد الكميات المسموح بدخولها وحظر دخول عدد كبير من المواد.

استطعنا مؤخراً توريد ما زادت قيمته عن  82,000دولار أمريكي من المستلزمات الطبية الضرورية لمستشفى العودة في شمال قطاع غزة عبر منفذ زيكيم، أي أننا وبالرغم من التحديات التي نواجهها لازلنا قادرين على إدخال المساعدات تدريجياً إلى غزة وهناك المزيد مما سنعمل على إدخاله.

هناك حديث عن استخدام الممر الأمريكي المؤقت كحل مؤقت للتعامل مع صعوبة وصول المساعدات ولكن حسب درايتي فإنه تم إدخال المواد من خلاله مرات معدودة فقط وكان هناك الكثير من المشكلات الفنية؟ نحن في ماب لم نتمكن من استخدامه أبداً كما أنه لا توجد طريقة واضحة لنا للتنسيق من خلاله. نحن نعلم من خلال تجربتنا أن أفضل طريقة لإدخال المساعدات إلى غزة هي عبر المعابر البرية وهذا ما نركز عليه.

هل تستطيعون توصيل المساعدات إلى المحتاجين إليها بعد دخولها إلى غزة؟

لا تقتصر التحديات على إدخال المساعدات إلى غزة فعند دخولها نواجه مجموعة تحديات جديدة تتعلق بالأمن واللوجستيات؛ فالدمار الهائل في غزة يعني أن الطرق غالباً غير صالحة للسير وأنّه لا يوجد مواقع للتخزين وأنّ إمدادات الكهرباء والوقود إما نادرة أو غير متوفرة، مما يجعل نقل المساعدات بين شمال غزة وجنوبها صعباً للغاية.

 هناك أيضاً مخاطر دائمة من الهجمات الاسرائيلية إذ لا يوجد مكان آمن في غزة، فالجيش الإسرائيلي كان يستهدف بشكلٍ منهجي العاملين في الرعاية الصحية والمجال الإنساني والمدنيين الذين يحاولون الحصول على المساعدات والغذاء لعائلاتهم طيلة الحرب، مما جعل الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون المساعدات صعباً للغاية، وفي إحدى المرات التي ذهبنا فيها إلى خانيونس، حوصر فريقنا بسبب سلسلة من الهجمات كانت بالقرب منا، حيث كنا عالقين بين الانفجارات والشظايا والحطام والدخان، ولكن لحسن حظنا لم يُصب أحد بجروحٍ خطيرة.

ورغم كل هذه التحديات، نواصل عملنا بإصرار، وكنا فخورين بقدرتنا على توصيل الإمدادات الطبية إلى المستشفيات التي تحتاج إليها، فعلى سبيل المثال، تمكنا مؤخراً من إرسال أربع شاحنات من المساعدات إلى مستشفى العودة الذي حاصره الجيش الإسرائيلي وتسبب في تضرره في مايو الماضي.

كيف تدعم ماب إعادة تأهيل مستشفيات غزة؟ ولماذا لا تدعم المستشفيات الميدانية؟

كنتُ محطماً تماماً حين دخلتُ مستشفى ناصر في خانيونس في فبراير بعدما قامت قوات الجيش الإسرائيلي بمهاجمته وتدميره بشكلٍ كبير. زرتُ هذا المستشفى لسنوات عديدة وكان مفجعاً بالنسبة لي أن أراه مجبراً في ظل كل ذلك الدمار على التوقف عن العمل.

كانت مساهمتي في عمل ماب منذ ذلك الحين في إعادة تأهيل المستشفى وإعادته إلى الحياة مصدر أمل لي، حيث نعمل مع شركائنا لإعادة تطوير أقسام الجراحة ووحدة العناية المركزة وغرف العمليات وخدمات غسيل الكلى والتعقيم، بالإضافة إلى عملنا على تعزيز تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها.

كنا نقوم بنفس هذا العمل في المستشفيات في جميع أنحاء غزة فبعد اجتياح قوات الجيش الإسرائيلي لمستشفى الشفاء للمرة الثانية أصبح المستشفى خارج الخدمة تماماً ولم تكن أيٍ من الأجنحة أو المباني فيه تعمل على الإطلاق. لم يكن هناك كهرباء أو بنية تحتية للمياه أو الصرف الصحي والقائمة في هذا الصدد تطول.

هنا يأتي دور ماب؛ فنحن نقوم بترميم أجزاء من مستشفى الشفاء وسنعمل على إنشاء خمس نقاط طبية مع أحد شركائنا في شمال غزة وسنقدم الدعم لأحد المستشفيات القليلة التي تقدم خدمات طب الأطفال في الشمال.

لطالما تركز اهتمامنا—وسيبقى كذلك—على بناء نظام رعاية صحية مستدام في غزة. لقد رأيتُ الكثير مما يبرهن أن الجيش الإسرائيلي يسعى بشكل ممنهج لتفكيك نظام الرعاية الصحية في غزة ولذلك وبسبب حالة الطوارئ غير المسبوقة تحولت مهمتنا إلى دعم ما تبقى من نظام الرعاية الصحية المحلي. نحن نريد أن نستمر في دعم زملائنا الفلسطينيين في مستشفياتهم الرئيسية بدلاً من العمل المباشر في المستشفيات الميدانية المؤقتة والتي لا تديرها وزارة الصحة الفلسطينية.

كان طاقم ماب في غزة من أوائل المستجيبين لحالة الطوارئ الحالية ومازالوا ضمن المؤسسات الدولية القليلة المستمرة في تقديم الخدمات الطبية والإنسانية في مختلف المناطق بما في ذلك شمال قطاع غزة. نرجو مساهمتكم اليوم في دعم استجابتنا الطارئة.

 

 

 


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1391

Trending Articles