يتعرض سكان قطاع غزة لضغط نفسي شديد جرّاء أربعة عشر عاماً من الحصار والهجمات العسكرية المتكررة؛ فحتى قبل الهجمة المدمرة الأخيرة في مايو 2021م أبدى 95% من الأطفال في غزة أعراض معاناة نفسية—مثل الشعور بالاكتئاب، وفرط النشاط، والسلوك العدائي، وتفضيلالعزلة—وعبّر 63% منهم عن معاناتهم من كوابيس متكررة و68% منهم عن مواجهة صعوبة في النوم. في ظل تشكيل الأطفال لما نسبته حوالي نصف سكان قطاع غزة فإن هناك حاجة كبيرة للتصدي لهذه الأزمة الصحية النفسية عبر تقديم الخدمات والأنشطة المناسبة.
في لقاء جمعية العون الطبي للفلسطينيين "ماب" مع الطفلة غادة*، أحد عشر عاماً، أخبرتنا أنه: "بعد أيام العدوان الأحد عشر كنّا قلقين وخائفين، ولكن المخيم الصيفي ساعدنا في الهروب من جو الحرب ومن المخاوف المصاحبة لجائحة الكورونا."
كانت غادة واحدة من 80 مشارك ومشاركة في المخيمين الصيفيين الذين عقدتهما جمعية أصدقاء الصحة النفسية—أحد شركاء"ماب" المحليين، والذين هدفا لتوفير الدعم النفسي والتعليمي والتفريغ النفسي للأطفال المتضررين من الهجمة الأخيرة على قطاع غزة ومن أزمة جائحة كورونا المستمرة ومن المشاكل الإقتصادية الناتجة عن أربعة عشر عاماً من الحصار الغير القانوني.
إستمر كلا المخيمين لعشرة أيام شارك فيها الأطفال في نشاطات تم تصميمها لتعزيز صحتهم وسلامتهم النفسية، وتتضمنت هذه الأنشطة ألعاباً ومسابقات وفقرات رسم وسباحة، وقد تم اختيار المشاركين في هذين المخيمين بناءً على تعرضهم في السابق لتحديات نفسية مثل الإنسحاب أو العزلة أو الإكتئاب أو العدائية.
بدى جليّاً على الأطفال الذين شاركوا في المخيم شعورهم بالسعادة والإيجابية والدافعية. يبيّن أحمد*، ستة أعوام، ذلك بقوله: "أتناول كل يوم طعاماً شهياً وأشارك في ألعاب مدهشة؛ المسبح هو أفضل شيء". كما وأخبر العديد من الأطفال "ماب" أنهم كانوا يستيقظون مبكراً خلال فترة المخيم لأنهم كانوا يشعرون بالحماس لمباشرة يومهم.
أخبرنا الأهالي أيضاً أن المخيم الصيفي ترك أثراً إيجابياً كبيراً علىصحة أطفالهم النفسية، حيث تقول أم لطفلتين شاركتا في المخيم: "شعرتْ طفلتاي بالإرهاق والقلق والغضب قبل المخيم، ولكن غمرتهما السعادة خلاله وبعده. كانتا تتحدثان عن أنشطة الصيف طوال الوقت. كنت أتمنى لو استمر المخيم لفترة أطول. طفلتاي كانتا تستيقظان قبل وصول الباص بساعات وكانتا متحمستان للذهاب للمخيم."
جمعية أصدقاء الصحة النفسية هي مجموعة من الناشطين المجتمعيين والمتطوعين الملتزمين بتقديم خدمات نوعية في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي، وتقوم الجمعية على عقد مخيمات صيفية للأطفال كل سنة. يمكنم دعم شراكتنا مع الجمعية عبر تقديم تبرع اليوم.
*تم تغيير الأسماء لحماية الهوية.